الحمدلله والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده
بالبداية, تعرف على بعض المعلومات عن الداعية الإسلامي د. محمد العريفي.
من هو د. محمد العريفي.؟
هو داعية سعودي إسلامي من السعودية, حاصل على الدكتورة في أصول الدين قسم العقيدة, من مواليد 1970/7/15م, كانت نشأ في مدينة الدمام وتعلم فيها, وخطيب جامع البواردي.خطبة قصيرة عن الصلاة
عدد النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته عدد من اشراط الساعة, ومن ذلك أنه اخبر عليه الصلاة والسلام, أن أول علماٍ يرفع من أمته الخشوع, قال حتى يدخلا أحدكم إلى المسجد فلا يجاد أن يجد فيه رجل خاشعاً, واخبر عليه الصلاة والسلام, أن أخر ما يفقد الناس من دينهم الصلاة, فلا يفقدون شيء بعدها بمعنى إن آخر مظهر يبقى من مظاهر الدين هو الصلاة, فصلاة هي أول ما يفقد وهي آخر ما يفقد فلا تزال تحيط في العبد في أوله وآخره إنها الصلاة, قرة عيون الموحدين وهي لذة أرواح المحبين عبادة عظم الله تعالى أمرها, وشرف جل وعلا أهلها, وهي آخر ما أوصى به النبي عليه الصلاة والسلام وهي آخر ما يذهب من الإسلام, وأول ما يسال عنه العبد بين يدي اليد العلام.
إنها الصلاة احد أركان الإسلام ومبانيه العظام ومن عظمه قدرها وجلال ثوابها أن الله جلا وعلا فرضها في السماء, ففي الصحيحين إن النبي صلى الله عليه وسلم عرج فيه إلى السماء وجعل يتخطى السماء فوق السماء حتى بلغ إلى منزلاٍ سمع فيه صريف الأقلام, ففرض الله تعالى عليه هناك الصلاة, كل العبادات شرعت في الأرض نزل جبريل عليه السلام بفرض الزكاة وبفرض الصوم وبفرض الحج والجهاد والفضائل كلها إلا الصلاة فإن الله جلا وعلا فرضها على عبدها مباشراً من غير وساطة جبريل.
ومن عظم قدر الصلاة أن الله جلا وعلا قد جعلها لجميع الأنبياء وذلك لأنها صله ولقاء بين العبد في الأرض والرب في السماء قال الله تعالى لما ذكر خبر زكريا عليه السلام ( فَنَادَته المَلَائكَة وَهوَ قَائم يصَلّي في المحرَاب ) وذكر الله تعالى شعيب عليه السلام فقال سبحانه وتعالى (يَا شعَيب أَصَلَاتكَ تَأمركَ أَن نَّتركَ مَا يَعبد آبَاؤنَا ) وقال عيسى عليه السلام (وَجَعَلَني مبَارَكًا أَينَ مَا كنت وَأَوصَاني بالصَّلَاة وَالزَّكَاة مَا دمت حَيًّا ) وقال جلا في علا عن مريم ( يَا مَريَم اقنتي لرَبّك وَاسجدي وَاركَعي مَعَ الرَّاكعينَ ) وقال عن إبراهيم عليه السلام ( رَبّ اجعَلني مقيمَ الصَّلَاة وَمن ذرّيَّتي رَبَّنَا وَتَقَبَّل دعَاء ) وذكر الله تعالى إسماعيل (وَاذكر في الكتَاب إسمَاعيلَ إنَّه كَانَ صَادقَ الوَعد وَكَانَ رَسولًا نَّبيًّا (54) وَكَانَ يَأمر أَهلَه بالصَّلَاة وَالزَّكَاة وَكَانَ عندَ رَبّه مَرضيًّا ) وذكر محمد صلى الله عليه وسلم فقال جلا وعلا (وَأمر أَهلَكَ بالصَّلَاة وَاصطَبر عَلَيهَا لَا نَسأَلكَ رزقًا نَّحن نَرزقكَ وَالعَاقبَة للتَّقوَىٰ ) .
أيها الأحبة الكرام فأين المرضى عن الصلوات أين المكريون عن الركعات والسجدات, أين المظلومون وأصحاب الحاجات عن هذا الصلوات بل الصلاة كما اخبرنا ربنا جلا جلاله هي مفتاح الأرزاق بين العبد وبين ربه قال جلا جلاله (وَلَا تَمدَّنَّ عَينَيكَ إلَىٰ مَا مَتَّعنَا به أَزوَاجًا مّنهم زَهرَةَ الحَيَاة الدّنيَا لنَفتنَهم فيه وَرزق رَبّكَ خَير وَأَبقَىٰ ) ثم قال (وَأمر أَهلَكَ بالصَّلَاة ) إذا أردت الرزق وأردت العافية وأردت زهرة الحياة الدنيا والآخرة فأمر أهلك في الصلاة (وَاصطَبر عَلَيهَا ) ثم قال (لَا نَسأَلكَ رزقًا) يعني أمر اهلك بالصلاة وصلي (نَّحن نَرزقكَ وَالعَاقبَة للتَّقوَىٰ ).
إن الصلاة أيها المؤمنون هي الباب الذي تفتح له المغالق والذي يرفع له الحجاب إذا أجّدبت الأرض وانقطع القطر وهلك المال وجاع العيال فإن الصلاة هي المفتاح, وإذا أذنب العبد وعصى شرعت له الصلاة, وإذا ضاق الصدر وتعسر الأمر شرعت الصلاة وإذا كسفت الشمس أو خسف القمر شرعت الصلاة فهي رأس القربات وهي غرت الطاعات هي راحة العباد الأبرار وقرة أعين المتقين الأطهار, بل إن الشفاعة العظمى والنجاة الكبرى لا تكون الإ للمصلين, أما غير المصلين فلا كرامه, قال سبحانه وتعالى (يَومَ نَحشر المتَّقينَ إلَى الرَّحمَٰن وَفدًا (85) وَنَسوق المجرمينَ إلَىٰ جَهَنَّمَ وردًا (86) لَّا يَملكونَ الشَّفَاعَةَ إلَّا مَن اتَّخَذَ عندَ الرَّحمَٰن عَهدًا ) ما هو العهد.؟ قال عليه الصلاة والسلام (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) .