هناك مسالة مهمة سوف نتحدث عنها حصلت معي بنفس الوقت وهي قراءة الأذكار اليومية مثل أذكار الصباح والمساء من غير تدبر معانيها أو قولها على نحو ترتيب حصن المسلم فالمسالة مهمة لازم حضور القلب بالعبادات والأذكار, لهذا أردت انصح نفسي أولاً ثم أنصحكم وأضفت فتوى لفضيلة عبد الكريم بن عبد الله الخضير سأله شخص عن هذه المسالة في برنامج فتاوى نور على الدرب.
السؤال :
أقرأ الأذكار الصباح والمساء طبعا أنا حافظ الأذكار وأقرها على نحو ترتيبها، فلا أعي متى إلا وقد انتهيت منها ولم أتدبر في معانيها ولم أعقلها ، فهل تنفعني تلك الأذكار؟
الجواب من الشيخ :
إما بنسبة لأمور الترتيب وأنه لا يقول الأذكار بهذا الترتيب في هذه الأمور، وأمر الثانية كونه يقول هذه الأذكار بلسانه ولكن قلبه غافل عنها.ويبقى أنه لا بد أن يجتمع اللسان مع القلب، وأن يعي ما يقول ولا بد من استحضار القلب ؛ لينتفع بهذه الأذكار، وتنتج عليها آثارها، هذا في قول جمهور أهل العلم أنها لا تنفع إلا إذا كانت مع استحضار القلب فترتيب الأذكار التي جاءت في الكتب والسنة غير مرتبة دون أن يعتقد أن هذا الترتيب متمسك بيه، وإنما هو شيء اعتاده ولو أخل به لأضاع بعض الأذكار هذا لا بأس به إن شاء الله.ويرى الحافظ ابن حجر أن الأجور المرتبة على هذه الأذكار تحصل بمجرد قولها وإن لم يستحضرها وإن لم يتدبرها، وأجر الاستحضار والتدبر قدر زائد على ذلك، كما قالوا في قراءة الهذ التي هي بمجرد اللسان حيث قالوا: إن أجر الحروف يثبت، لكن أجر التدبر والترتيل والانتفاع بالقرآن قدر زائد على ذلك، حتى قال بعضهم: إن الاستغفار الذي يكون باللسان فقط من غير مواطأة للقلب يحتاج إلى استغفار، لا يحصل إلا لمن تدبر وتفهم وتعقل ما يقول واتعظ به وادّكر به.
- مقال ذات صلة : أفضل النصائح للمتزوجين من الشيخ ابن عثيمين
مصدر الصورة
مصدر الفتوى