‏إظهار الرسائل ذات التسميات أخبار ومقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أخبار ومقالات. إظهار كافة الرسائل

أجمل خطبة الجمعة جديدة مكتوبة مشكلة عن الابناء وراعيتهم

مرحبا متابعين موقع ملتقى أهل الخير نتأسف منكم في عدم المواصلة على تنزيل دروس ومحاضرات بالموقع إن شاء الله نرجع معكم من جديد وبقوة دعواتكم ولا تنسوا دعمكم للموقع كما عهدناكم أوفياء.

لدينا اليوم إضافة خطبة الجمعة جديدة مكتوبة عن تربية الأبناء ورعايتهم إلى الموقع تم تفريغ الخطبة إلى نص من بعض الأشخاص جزاهم الله خير على بدل مجهود وهي اجمل الخطب المنبرية المكتوبة لتصلكم بهذا الشكل اليوم.

يوجد كثير من الخطب في المدونة أنصحك بقراءتها حصلت على تفاعل كبير بين الناس ومن هذا الخطب خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا وكانت عن الرحمن سبحانه وتعالى لا تفوت قراءتها.

خطبة الجمعة مكتوبة PDF

خطبة الجمعة مكتوبة

إن الأبناء نعمة عظيمة، ومنحة ربانية كريمة، وجب على المرء أن يرعى حق الله تعالى فيهم، وليست الرعاية الحقيقية لهم في توفير المطعوم والمشروب فحسب، بل تتعداه إلى تأديبهم أحسن الآداب.

وصونها بما جاءت به السنة والكتاب، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول :(كلّكم رَاع وكلّكم مَسؤول عَن رَعِيَتِهِ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ، أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته).

أما التوجيه القراني فذكر بواجب الرعاية للأبناء، وحفظهم عن مواطن السوء والعناء، فقال الله العزيز رب الأرض والسماء: (يا أيُها الّذِين امنُوا قُوا أنفسكُم وأهلِيكُم نارا وقُودُها النّاسُ والحِجارةُ عليها ملائِكة غِلاظ شِداد لا يعصون اللّه ما أمرهُم ويفعلون ما يُؤمرون).

فلو كان الهم الوحيد في التربية أن يأكل الأبناء ويشربوا، لما وجدنا هذه التوجيهات الربانية، ولما رأينا هذه الرعاية النبوية.

لنا في الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه في تربيتهم لأبنائهم الأسوة الحسنة، والأمثلة الملهمة.

فها هم يتضرعون إلى الله تعالى بالدعاء أن يصلح أبناءهم حتى قبل مجيئهم إلى الدنيا، فهذا زكريا عليه السلام: ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَا رَبَهُ قالَ رَبِ هَب لِي مِن لَدُنكَ ذُرِيَة طَيِبَة إِنَكَ سَمِيعُ الدُعَاءِ ).

وهذا إبراهيم الخليل، داعيا ربه الجليل، ( ربِ هب لِي مِن الصّالِحِين () فبشّرناهُ بِغلام حلِيم )، فهُم في دُعائهم لم يكتفوا بطلب الأبناء فقط، بل خصصوا دُعاءهُم بأن يُرزقُوا بالصالحين من الأبناء، فدُعاءُ الله جل جلالهُ أن يُصلح الأبناء.

منهج قُراني وهدي نبوي، وقد ورد دُعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم لصغار الصحابة مرارا، فعن ابن عباس رضي اللهُ عنهُما قال: ((ضمني رسُول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهُم علمهُ الكتاب)).

وعن أُسامة بن زيد رضي اللهُ عنهُما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهُ كان يأخذُهُ والحسن، ويقُول: ((اللهُم إني أُحبُهُما فأحبهُما)).

ومما ينبغي أن يلتفت إليه المُربُون أن يأمُروا أبناءهُم بما يُصلح أحوالهُم، ويُزينُ قلوبهُم وجوارحهم.
فقد امتدح الله إسماعيل عليه السلام إذ كان يأمر أهله بجوامع الخير، فقال الله جل وعلا: ( واذكُر في الكتاب إسماعيل إنّهُ كان صادق الوعد وكان رسُولا نّبيا (54) وكان يأمُر أهلهُ بالصّلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا).
 فالأمر بما يصلح، والنهي عما يفسد مع ملاحظة الامتثال، أمر مهم لا يخفى أثره، ولا يغيب عن العاقل خيره، لكن مع هذا وذاك، هنالك أمر هو أشد منه أهمية.

فهو من أنجح الوسائل التعليمية، إنه التعليم بالقدوة، فكن مع أمرك بما تأمر محققا، ومع محاسبتك لأبنائك لنفسك أولا محاسبا، فإن رأى منك قدوة حسنة له تبعك إلى اليسرى، وأخذت بيده بعيدا عن العسرى، وسهل عليك غرس القيم الراقية والمثل الرفيعة.

إن تربية الأبناء تتجدد أساليبها مع تعاقب الأزمنة وماضيها، فالتربية في الأمس القريب ليست هي التربية بمقاييس هذا الزمان، فإن اباءنا يتحدثون عن تربية آبائهم لهم، فكل المجتمع يعمل بمنظومة فكر واحد.

ويتحرك إلى هدف مشترك، ولذلك ما كان أحدهم يخاف على أبنائه من توجيه غيره لولده، ولكن مع اتساع رقعة الأفكار والمعطيات، واختلاف المشارب والتوجهات، بات الحمل على الاباء في التربية يزداد يوما بعد يوم.

ويكبر ساعة بعد ساعة، ولذا فإن تنبيه الأبناء بما يدور حولهم من أحداث، وما يتجدد في زمنهم من تنوع، أصبح هما يلاحق المربين في كل الأوقات، ويعصر أفكارهم في معظم اللحظات.
فلا خجل أن يبصر الأبناء بطرق أهل الأهواء، وأن يعرفوا أساليبهم الهوجاء، في معرفة الشر ليست لمقارنته، بل لتوقي خطرة، ومجانبة ضرره. 

والنبِيُ صلى الله عليه وسلم قد ربط أمر الإِيمانِ بِتحقُقِ حبِ الخيرِ لِلناسِ كما يُحِبُهُ المرءُ لِنفسِهِ فقال: (لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتى يُحِب لأخِيهِ ما يُحِبُ لِنفسِهِ).
وتذكروا - رعاكُمُ اللهُ- أن المكر السيِئ  يرجِعُ على صاحِبِهِ، عاجِلا أو اجِلا، قال المولى القدِير: ( استِكبارا فِي الأرضِ ومكر السيِئِ ولا يحِيقُ المكر السيِئُ إِلا بِأهلِهِ فهل ينظُرون إِلا سُنت الأولِين فلن تجِد لِسُنتِ اللهِ تبدِيلا ولن تجِد لِسُنتِ اللهِ تحوِيلا).

فاتّقُوا الله وراقِبُوا أنفسكُم فِي تربِيةِ أبنائِكُم، اجتهِدُوا فِي إِصلاحِهِم، وتعلّمُوا ما ينفعُكُم فِي تربِيتِهِم فهُو واجِب عليكُم، وكُونُوا لهُم قُدوة فِي جمِيعِ أقوالِكُم وأفعالِكُم، تغنمُوا بِتوفِيقِ اللهِ لهُم ولكُم.

أقُول قولي هذا   وأستغفِر الله العظِيم   لي ولكُم،   فاستغفِروهُ   يغفِر لكُم    إِنهُ هُو الغفور الرحِيمُ،  وادعُوهُ يستجِب لكُم   إِنهُ هُو البرُ الكرِيمُ.
لا شك أن الرعاية الصحية للأبناء، وحماية أجسامهم من كل أنواع البلاء، واجب شرعي يتحتم على الاباء، من أول يوم يخرجون فيه إلى هذه الدنيا، للرضاعة الطبيعية مثلا.

جعل العلماء والأطباء الإهمال فيها مع الإمكان عليها  إهدارا لحق واجب من حقوق الطفل، وقد وجه القرآن الأم إلى الإرضاع، وذكر دور الأب في تسهيل هذا الأمر وتشجيع الأم على ذلك.

فقال جل جلاله: (والوالِدَاتُ يُرضِعنَ أَولَادَهُنَّ حَولَينِ كَامِلَينِ لِمَن أَرَادَ أَن يُتِمَ الرَضَاعَةَ وعَلَى المَولودِ لَهُ رِزقُهُنَّ وكِسوتُهُنَّ بِالمَعروفِ لَا تُكَلَّف نَفس إِلَّا وُسعَهَا لَا تُضَارَ والِدَة بِولَدِهَا ولَا مَولود لَهُ بِولَدِهِ وعَلَى الوارِثِ مِثل ذَٰلِكَ فَإِن أَرَادَا فِصَالا عَن ترَاض مِنهُمَا وتشَاوُر فَلَا جنَاحَ عَلَيهِمَا وإِن أَرَدتُم أَن تسترضِعُوا أَولَادَكُم فَلَا جنَاحَ عَلَيكُم إِذَا سَلَّمتُم مَا اتيتُم بِالمَعروفِ واتَّقُوا اللَّهَ واعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تعمَلونَ بَصِير).

والأطباء يؤكدون أن حليب الأم له دور عظيم في وقاية جسم الطفل من الأمراض، وهذا مؤداه  تنشئة صحية وعقلية سليمة، ولا ننس أن متابعة غذاء الأبناء بعد فطامهم لا يقل أهمية، والإسلام نظم أمر الغذاء.

فميز بين ما يجوز أكله وبين ما لا يجوز، فقال المولى القدير: (يَسأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِبَاتُ ومَا عَلَّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلوا مِمَا أَمسَكنَ عَلَيكُم واذكُروا اسمَ اللَّهِ عَلَيهِ واتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ).


ولا ريب أنّ قراءة مُحتويات الطّعام الّذي تشتريه لأبنائك هي من باب الوقاية والحرص بأن يكُون من الطّيبات، وكذلك فإنّ الدّين المُبارك بين أنّ أساس ذلك هُو الاعتدال في الأكل من المُباح.

فعن المقدام بن معدي كرب، قال: سمعتُ رسُول الله صلى الله عليه وسلم يقُول: ((ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبهُ، فإن كان لا محالة فثُلث لطعامه وثُلث لشرابه وثُلث لنفسه)).

فعلّمُوا أولادكُمُ الاعتدال في أكلهم وشرابهم، وعرفوهُم الطّيب من الخبيث ليتميزُوا في طعامهم، ويقووا في عبادة ربهم.

فاتقوا الله واحرصوا كل الحرص على رعاية الأبناء، وحفظهم من الوقوع في أي عناء، تعيشوا معهم بلا كدر وشقاء، وتسعدوا بما كتبه الله لكم ولهم من عطاء.

هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه حيث قال عز قائلا عليما: (إِنَّ اللَّهَ ومَلَائِكَتهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ يَا أَيُهَا الَّذِينَ امَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وسَلِّمُوا تسلِيما).

اللّهُم صلّ وسلّم على سيدنا مُحمد وعلى آل سيدنا مُحمد، كما صلّيت وسلّمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا مُحمد وعلى آل سيدنا مُحمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنّك حميد مجيد، وارض اللّهُم عن خلفائه الراشدين، وعن أزواجه أُمهات المُؤمنين، وعن سائر الصّحابة أجمعين، وعن المُؤمنين والمُؤمنات إلى يوم الدّين، وعنّا معهُم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللّهُم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرُقنا من بعده تفرُقا معصوما، ولا تدع فينا ولا معنا شقيا ولا محروما.

اللّهُم أعز الإسلام والمُسلمين، ووحّد اللّهُم صفوفهُم، وأجمع كلمتهُم على الحقّ، واكسر شوكة الظّالمين، واكتُب السلام والأمن لعبادك أجمعين. 

اللّهُم يا حيُ يا قيُومُ يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلاّ أنت سُبحانك بك نستجير، وبرحمتك نستغيثُ ألاّ تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر، وأصلح لنا شأننا كُلّهُ يا مُصلح شأن الصّالحين.

اللّهُم ربنا احفظ أوطاننا وأعز سُلطاننا وأيدهُ بالحقّ وأيد به الحقّ يا رب العالمين، اللّهُم وأسبغ عليه نعمتك، وأيدهُ بنُور حكمتك، وسدّدهُ بتوفيقك، واحفظهُ بعين رعايتك.

اللّهُم أنزل علينا من بركات السماء وأخرج لنا من خيرات الأرض، وبارك لنا في ثمارنا وزُروعنا وكُلّ أرزاقنا يا ذا الجلال والإكرام.ربنا اتنا في الدُّنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النّار.اللّهُم اغفر للمُؤمنين والمُؤمنات،المُسلمين والمُسلمات، الأحياء منهُم والأموات، إنّك سميع قريب مُجيبُ الدُّعاء.

مشاركات ساخنة

برأي هذا أفضل خطبة الجمعة قرأءتها سابقا في الانترنت فهي تحث على نشر المحبة بين العائلة جزى الله خيرا الشيخ في نشرها على الانترنت.

خطبة الجمعة مكتوبة عن العمل الصالح 27 ذو القعدة 1439 هـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بعد غياب طويل عن كتابة ونشر الدروس والخطب الإسلامية نعود بـ خطبة الجمعة مكتوبة عن زاد المؤمنين وهو العمل الصالح ونأسف على التقصير في نشر الدروس إن شاء الله ستكون عودة قوية.
خطبة الجمعة مكتوبة

الحمد لله الداعي إلى صالحات الأعمال، يسر لمن زكى نفسه زاكيات الخصال، أحمده تعالى على الإنعام والنوال، وأشكره على الكرم والجود والإفضال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الولي المتعال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، الصادق في الفعل والمقال، صلوات الله وسلامه عليه وعلى الأصحاب والآل، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الجزاء والمآل.

أما بعد، فإني أوصيكم، عباد الله، ونفسي بتقوى الله والعمل الصالح، واعلموا أن المسلم يهدف في حياته إلى أن يحقق ما ندبه الله تعالى له في قوله: ( يا أيُّها النّاسُ اعبُدُوا ربّكُمُ الّذِي خلقكُم والّذِين مِن قبلِكُم لعلّكُم تتّقُون ).

 فتحقيق عبادة الله عز وجل  والاشتغال بالعمل الصالح هو الغاية التي يسعى لأجلها المسلم، آملا من ورائها أن يرد مورد المتقين، وينال بها رضى رب العالمين، وبها يقوم بحق أمانة عجزت السماوات والأرض والجبال عن حملها، وحملها الإنسان، يقول جل وعلا: ( إِنّا عرضنا الأمانة على السّماواتِ والأرضِ والجِبالِ فأبين أن يحمِلنها وأشفقن مِنها وحملها الإِنسانُ  إِنّهُ كان ظلُوما جهُولا ).

وهذان الوصفان اللذان ختم الله تعالى بهما هذه الآية الكريمة، وهما الظلم والجهل، هما سبب العجز والفشل، ومقاومتهما هي الطريقة الوحيدة لحمل أمانة الله تعالى حق الحمل، ولا تتم مقاومة الجهل والظلم إلا بالعلم أولا، العلم بكتاب الله وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يسأل المرء عما أشكل عليه فهمه من أمور دينه الفقهاء في دين الله، مثلما يسأل عما يجهله من أمور الدنيا المتخصصين في أمور دنياه ،( وما أرسلنا قبلك إِلّا رِجالا نُّوحِي إِليهِم فاسألُوا أهل الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تعلمُون ).

 ثم بالصبر والتحمل ثانيا، ثم بتقوى الله تعالى التي هي خير زاد، وهي في مقدمة الوسائل التي تعين العبد على أن يقوم بما أمره الله تعالى به في الحياة من العبادة.

  أيها المسلمون:

إن عبادة الله تعالى والعمل الصالح وجهان لعملة واحدة، غير أن العبادة تتسع في مفهومها حتى تشمل جميع ما يأتيه العبد فعلا وتركا بنية التقرب إلى الرب سبحانه، حتى إن المباحات من منام وطعام وشراب تصبح عبادة يتقرب بها فاعلها إلى الخالق جل وعلا بحسن النية وإحسان القصد القلبي، كما تتحقق عبادة الله تعالى وشكره بكل عمل صالح يبتغي به فاعله وجه الله عز وجل.

 فقد حكى الله تعالى عن العمارة التي كان يقوم بها آل داود ومن في خدمتهم من الإنس والجن مما كانوا ينحتونه في الحجارة ويرفعون به الأبنية، ثم قال: ( وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنهُم مِّن رِّزق وَمَا أُرِيدُ أَن يُطعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ ).

 فأحسن، يا عبد الله، قصدك القلبي، وراع نيتك حال توجهك إلى العمل، فابتغ به وجه الله، لتنال به عفو الخالق ورضاه، فعملك الصالح يتردد ما بين أن يكون شكرا لله تعالى، أو تعبدا له جل وعلا وامتثالا لما أمر، أو سؤالا لأجر، وابتغاء لثواب.

أو طلبا لمغفرة وتكفير سيئة، فكل هذه النيات والمعاني الخيرة اجعلها حاضرة، وأنت تزاول أعمالك الصالحة، حتى تنال من الله تعالى بركة في أعمالك، وقبولا عنده فيما تأتيه وفيما تذره، يقول تعالى: ( مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعا إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُم عَذَاب شَدِيد ۖ وَمَكرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ ) ، وهو سبحانه قد رتب لكل عمل جزاء ؛ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلا ) .

ليت الواحد منا وهو يمارس أعماله الصالحة يراعي الأجود من العمل، ويتوخى الأفضل مما يقدمه، كحال ذلك التاجر الذي يحرص على الربح فوق رأس ماله، فيجتهد في العمل على نجاح مشروعه، يدرس جدوى المشروع، ويوفر الأدوات والآلات.

 ويستقدم العمال المهرة، ويهيئ اللوحة الجذابة، إلى غير ذلك من الوسائل التجارية المباحة. فشأنك، أيها الساعي إلى الدار الآخرة، أعظم من شأن ذلك التاجر، لأنك تتاجر التجارة التي ضمن لك الله تعالى نجاحها، وأعظم لك ثمنها، ( وَمَن أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعيَهَا وَهُوَ مُؤمِن فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعيُهُم مَّشكُورا ).

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَل أَدُلُّكُم عَلَىٰ تِجَارَة تُنجِيكُم مِّن عَذَاب أَلِيم (10) تُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَموَالِكُم وَأَنفُسِكُم ۚ ذَٰلِكُم خَير لَّكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ )،( مَن عَمِلَ صَالِحا مِّن ذَكَر أَو أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤمِن فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيَاة طَيِّبَة ۖ وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ ).

   فاتقوا الله -عباد الله-، ومهدوا لدار الثواب بالأعمال الصالحة التي تقدمونها خالصة لوجه الله الكريم، وثقوا بموعوده فإن الله شاكر عليم.

أقول قولي هذا   وأستغفر الله العظيم   لي ولكم،   فاستغفروه   يغفر لكم    إنه هو الغفور الرحيم،  وادعوه يستجب لكم   إنه هو البر الكريم.

 الْحَمْدُ للهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْـبِهِ.

 أما بعد، فيا عباد الله:

ما أعظم ثواب الله تعالى لمن آمن وعمل صالحا، فإن ثوابه عز وجل على العمل الصالح، منه ما هو معجل ومنه ما هو مدخر مؤجل، فمن ثوابه تعالى المعجل دوام النعمة واستمرارها، وحفظ العبد في سمعه وبصره وسائر جوارحه، وفي حياة طيبة يحياها، يقول عز من قائل ( وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيء مِّنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقص مِّنَ الأَموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ).

وهذا لا يمنع وقوع المصائب والآفات؛ إذ قد يقدر الله تعالى المصائب تطهيرا وتمحيصا، ورفعا للمقامات، ومن ثواب الله على العمل الصالح ما يمتد ليشمل ذرية الإنسان من بعده، كما حكى عز وجل حفظه لمال يتيمين كان أبوهما صالحا في سورة الكهف ( وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَكَانَ تَحتَهُ كَنز لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَستَخرِجَا كَنزَهُمَا رَحمَة مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلتُهُ عَن أَمرِي ذَٰلِكَ تَأوِيلُ مَا لَم تَسطِع عَّلَيهِ صَبرا ).

 وأما ثواب الله تعالى المدخر في الآخرة فلا يدخل تحت حسبان، إن الله إذا أعطى أدهش، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلا ).

 واعلموا، عباد الله، أنكم مقبلون على أيام جليلة مباركة أقسم الله بها تعظيما لقدرها، فقال: (وَالفَجرِ (1) وَلَيَال عَشر (2) ) ونوه رسوله صلى الله عليه وسلم بعظيم فضلها حيث قال: ((مَا مِن أَيَّام أَعظَمُ وَلا أَحَبُّ إِلَى اللهِ العَمَلُ فِيهِنَّ مِن هَذِهِ الأَيَّامِ العَشرِ -أَيِ العَشرِ الأُوَلِ مِن ذِي الحِجَّةِ-، فَأَكثِرُوا فِيهِنَّ مِن التَّهلِيلِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّحمِيدِ)).

فاتقوا الله -عباد الله-، واسعوا إلى مرضاة الله، وجاهدوا في طاعة الله ( سَابِقُوا إِلَىٰ مَغفِرَة مِّن رَّبِّكُم وَجَنَّة عَرضُهَا كَعَرضِ السَّمَاءِ وَالأَرضِ أُعِدَّت لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضلُ اللَّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ ).

    هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه حيث قال عز قائلا عليما:(  إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيما ).

اللّهُمّ صلِّ وسلِّم على سيِّدِنا مُحمّد وعلى آلِ سيِّدِنا مُحمّد، كما صلّيت وسلّمت على سيِّدِنا إِبراهِيم وعلى آلِ سيِّدِنا إِبراهِيم، وبارِك على سيِّدِنا مُحمّد وعلى آلِ سيِّدِنا مُحمّد، كما باركت على سيِّدِنا إِبراهِيم وعلى آلِ سيِّدِنا إِبراهِيم، فِي العالمِين إِنّك حمِيد مجِيد، وارض اللّهُمّ عن خُلفائِهِ الرّاشِدِين، وعن أزواجِهِ أُمّهاتِ المُؤمِنِين، وعن سائِرِ الصّحابةِ أجمعِين، وعن المُؤمِنِين والمُؤمِناتِ إِلى يومِ الدِّينِ، وعنّا معهُم بِرحمتِك يا أرحم الرّاحِمِين.

اللّهُمّ اجعل جمعنا هذا جمعا مرحُوما، واجعل تفرُّقنا مِن بعدِهِ تفرُّقا معصُوما، ولا تدع فِينا ولا معنا شقِيّا ولا محرُوما.

اللّهُمّ أعِزّ الإِسلام والمُسلِمِين، ووحِّدِ اللّهُمّ صُفُوفهُم، وأجمِع كلِمتهُم على الحقِّ، واكسِر شوكة الظّالِمِين، واكتُبِ السّلام والأمن لِعِبادِك أجمعِين. 

اللّهُمّ يا حيُّ يا قيُّومُ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ، لا إِله إِلاّ أنت سُبحانك بِك نستجِيرُ، وبِرحمتِك نستغِيثُ ألاّ تكِلنا إِلى أنفُسِنا طرفة عين، ولا أدنى مِن ذلِك ولا أكثر، وأصلِح لنا شأننا كُلّهُ يا مُصلِح شأنِ الصّالِحِين.

اللّهُمّ ربّنا احفظ أوطاننا وأعِزّ سُلطاننا وأيِّدهُ بِالحقِّ وأيِّد بِهِ الحقّ يا ربّ العالمِين، اللّهُمّ أسبِغ عليهِ نِعمتك، وأيِّدهُ بِنُورِ حِكمتِك، وسدِّدهُ بِتوفِيقِك، واحفظهُ بِعينِ رِعايتِك.

اللّهُمّ أنزِل علينا مِن بركاتِ السّماءِ وأخرِج لنا مِن خيراتِ الأرضِ، وبارِك لنا فِي ثِمارِنا وزُرُوعِنا وكُلِّ أرزاقِنا يا ذا الجلالِ والإِكرامِ. ربّنا آتِنا فِي الدُّنيا حسنة وفِي الآخِرةِ حسنة وقِنا عذاب النّارِ. اللّهُمّ اغفِر لِلمُؤمِنِين والمُؤمِناتِ، المُسلِمِين والمُسلِماتِ، الأحياءِ مِنهُم والأمواتِ، إِنّك سمِيع قرِيب مُجِيبُ الدُّعاءِ.

صور للعيد أفضل خلفيات العيد الفطر 2018

اهلا وسهلا متابعين مدونة ملتقى أهل الخير، لقد أنتهاء شهر رمضان المبارك  ونقبل على عيد الفطر المبارك معنا صور للعيد 2018K ونأسف على عدم التقصير في شهر رمضان.

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
خلفيات العيد الفطر

ترى الكثير من الناس تبحث عن صور للعيد وخلفيات عيد الفطر 2018 مع حلول عيد الفطر وهذا صحيح يستعد المسلمون أستقبال عيد الفطر المبارك ويريد الناس ارسال صور عيد الفطر للاهل والاصدقاء والاقارب عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وواتس آب.

لقد كان أول عيد في الإسلام في سنة 2 للهجرة وعيد الفطر هو أول أيام شهر شوال بعد انقضاء شهر رمضان، سمي عيد الفطر لانه يأتي بعد صوم شهر رمضان المبارك ويوجد أيضا زكاة الفطر .

نقدم إليكم اليوم صور للعيد عدد الصور 26 صورة  + خلفيات العيد الفطر 2018 تم العناية بها في التصميم وأيقن أنها سوف تعجبكم إن شاء الله.

صور للعيد

خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر
خلفيات العيد الفطر

هذا ما كان لدينا من صور للعيد و خلفيات العيد الفطر 2018 أتمنى أن ينال أعجابكم
هذا الصور من : freepik

اروع خطبة جمعة مكتوبة في العالم مؤثرة جدا ومبكية

التفريغ النصي لخطبة بعنوان رحمة الله بالعباد، وهناك 5 أنواع من رحمة الله ، اخواني في الله، نلتقي مرة اخرى مع أروع وأجمل خطبة جمعة دينية مكتوبة مؤثرة جدا، ومن اهم الخطب الدينية في العالم التي قرأتها وسمعتها، إذا بحثت على المواقع ستجد العديد من الخطب الرائعة، لكن خطبة اليوم اروع خطبه التي ستقرأها.
خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا
محتويات:
1/شمولية رحمة الله ووسعها 2/مما اختص الله به من أسمائه (الرحمن) 3/من أشكال رحمة الله بخلقه 4/الرحمة سبب لدخول الجنة 5/ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها.

خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا

عباد الله: إن من لطف الله بنا أنه -سبحانه وتعالى- غفور رحيم، واسع المغفرة، ومن سعة رحمته أنه قال في كتابه : (وَرَحمَتي وَسعَت كُلَّ شَيء).

وسعت في الدنيا البر والفاجر، وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة؛ فرحمة الله -سبحانه وتعالى- شملت هذا العالم بأسره؛ رحم الناس بها بعضهم بعضا، رحمت بها الأم ولدها والأب أولاده، ورحم بها الصغار الكبار، والحيوان رحم بها الحيوان.


وقد تتابعت الآيات القرآنية على بيان سعة رحمة رب العالمين؛ فقال تعالى: (فَلَولَا فَضلُ الله عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَكُنتُم منَ الخَاسرينَ) ، وقال تعالى: (وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحيمُ)

وقال تعالى: (فَإنَّ اللهَ غَفُور رَحيم) حتى أن الآيات التي فيها الرحمة ودلالاتها تتجاوز المائتي آية من كتاب الله -تعالى-. بل وذكر اسم الرحمن في القرآن سبعة وخمسين مرة، واسم الرحيم مائة مرة، وأول آية في القرآن ذكر فيها الرحمن الرحيم، وهي أول آية في كل سورة: (بسم الله الرَّحمَن الرَّحيم).
فالرحمن صفة قائمة به -سبحانه-، شاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة؛ ولذا لا يجوز لمخلوق قط أن يسمي نفسه بالرحمن؛ فقال تعالى: (قُل ادعُوا اللهَ أَو ادعُوا الرَّحمَنَ أَيّا مَا تَدعُوا فَلَهُ الأَسمَاءُ الحُسنَى).

 فعادل الله به الاسم الذي لا يشاركه فيه غيره وهو (الله)، ولذا يجوز أن يقال عن رجل أنه رحيم ولا يجوز أن يقال الرحمن. وليس مقصورا النهي عن هذين الاسمين فقط قال ابن كثير رحمه الله: "وَيَشمَلُ الخَالقَ وَالرَّزَّاقَ وَنَحوَهُمَا".

ومن دعاء الصالحين كما قال تعالى: (رَبَّنَا وَسعتَ كُلَّ شَيء رَحمَة وَعلما فَاغفر للَّذينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبيلَكَ وَقهم عَذَابَ الجَحيم) وقال تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُم عَلَى نَفسه الرَّحمَةَ) قال ابن كثير -رحمه الله-: "أوجبها على نفسه الكريمة تفضلا منه وإحسانا وامتنانا".

ومن عجائب رحمة الله بنا: ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- لنا حينما رأى امرأة وجدت صبيا في السبي، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال: "أتُرون هذه طارحة ولدها في النّار" قالُوا: لا، وهي تقدرُ على أن لا تطرحهُ، فقال -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "للّهُ أرحمُ بعباده من هذه بولدها"(رواهُ البُخاريُّ). فانظر إلى عظم رحمة الله، حتى بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الله أرحم بعبده من والد بولده. قال حماد بن سلمة: "ما يسُرُّني أنّ أمري صار إلى والديّ؛ إنّ ربّي أرحمُ بي من والديّ" وكلامُهُ هذا يدُلُّ على ثقته بالله؛ ففي يوم القيامة يفرُّ الوالدُ من ولده، والولدُ من والده.

وليعلم الذي في قلبه شك من هذا الأمر وضعف في الإيمان واليقين أن الرحمة التي ألقيت في قلب والديه نحوه ما هي إلا من آثار رحمة الله له، فإذا كانت آثار رحمته نال بها الولد رحمة والديه؛ فكيف برحمته -عز وجل- بك؟ فثق بأن الله أرحم بك من والديك والناس أجمعين.

إن الأب والأم قد يحرمان أولادهما من أمور تتقطع قلوبهم عليها، ويبكون بكاء حارا من أجل حصولهم عليها، ولكن من رحمتهم بهم حرموهم منها؛ فهل يشك أحد أن أبا يوقظ ابنه لصلاة الفجر مع شدة البرد وقسوته لا يفعل ذلك -أبدا- إلا رحيم بابنه، وقد ينظر إليه الجهال على أن ذلك من شدته وقسوته، يمنع الآباء والأمهات أبناءهم من المأكولات الضارة من شدة رحمته بهم؛ فإن من الرحمة أن تحرم من بعض ما تحبه؛ يفتح الطبيب البطن بمشرط حاد، وتسيل الدماء بكثافة مروعة، وما فعلها الطبيب إلا رحمة بالمريض.

فمن رحمته: أن جعل لك السمع والبصر، واليد والقدم، والقلب والعقل، خلقك فأحسن خلقك.

عباد الله: إن من رحمة الله بعباده: أنه يتقرب إلى خلقه وهو غني عنهم، ويدنو منك متى ما دنوت إليه؛ فإذ قربت منه شبرا قرب منك ذراعا، وإن أتيته ماشيا أتاك مهرولا، ويقبلك متى أبت إليه، ويذكرك إذا ذكرته باسمك بين ملائكته، تابع درس مهم عن رحمة الله على العباد.

إن من رحمة الله -جل وعلا-: أنه يرزق من آذوه، وادعوا له الشريك والند، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا أَحَد أَصبَرُ عَلَى أَذى سَمعَهُ منَ اللَّه، يَدَّعُونَ لَهُ الوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافيهم وَيَرزُقُهُم"(رَوَاهُ البُخَاريُّ وَمُسلم). سبحان الله! أدركت رحمته من أشركوا به، ونالها من كفروا به؛ فكيف بمن أحبه وأطاعه؟! فمن رحمته بالتائبين أنه يحبهم ويفرح بتوبتهم. ومن رحمته أنه يضاعف الحسنات، ويعفو عن السيئات. ولو تكلمت عن آثارها لما وسعت المجلدات بسطها.


إنّ من آثار رحمة الله بك: أن ترحم النّاس، وتقضي حوائجهُم، وأن تبرّ والديك، وأن ترحم أولادك، وتُحسن إلى جيرانك، وترحم من تحت يدك، ترحم الإنسان والحيوان؛ فيرحمك اللهُ.

ومن رحمة الله بعبده: أن يوفقه لطاعته؛ يعينه على الصلاة، والمحافظة على أوقاتها، وأداء العبادات؛ فرائضها وواجباتها ومستحباتها.

إننا نرى قلوبا من رحمتها أرق من أفئدة الطير، بعضهم قريب الدمعة، يغيث الملهوفين، ويعين المكروبين، ويسعى تفريج كرب المكروبين.

إن من رحمة الله بعباده: تيسير معايش الحياة؛ فكم رأينا من: تاجر رحيم، وطبيب رحيم، ومعلم رحيم!

إنّ من آثار رحمة الله: انتشار الأمن، ووُجُود الوُلاة، ووُجُود الأقارب والأصدقاء والأصحاب، إنّ الله قادر على أن يرحم العباد دُون أن يُحوج عبدا إلى عبد، ولكنّهُ أراد أن يختبر العباد ويبتلي بعضهُم ببعض.

إنّ الله قد يبتلي العبد وهذا الابتلاءُ رحمة من الله به؛ فكم من رجُل أثرى ثُمّ انكسر! وقد يكُونُ انكسارُهُ من رحمة الله به لعلّهُ يرجعُ. وكم من أشخاص كانُوا أغنياء فطغوا في غناهُم، فانكسرُوا ثُمّ عادُوا إلى ربّهم! كانُوا لا يُصلُّون ثُمّ أصبحُوا مُصلّين كانُوا لا يتورّعُون عن المحارم وأصبحُوا مُتورّعين، ثُمّ بعد ما عادُوا إلى الله رحمهُم؛ فعادُوا أثرى ممّا كانُوا، وبعضُهُم استمرّ في فاقته؛ لعلّ في ذلك مصلحتهُ.

عباد الله: اعلمُوا أنّ التّراحُم من أسباب دُخُول الجنّة، قال - صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "والّذي نفسي بيده لا تدخُلُوا الجنّة حتّى تراحمُوا، قالُوا: يا رسُول اللّه كُلُّنا رحيم. قال: "إنّهُ ليس برحمة أحدكُم ولكن رحمةُ العامّة رحمةُ العامّة"(رواه الحاكمُ وصحّحهُ)، وقال النّبيُّ -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "لمّا خلق اللّهُ الخلق كتب في كتابه وهُو يكتُبُ على نفسه وهُو وُضع عندهُ على العرش إنّ رحمتي تغلبُ غضبي"(رواهُ البُخاريُّ فلن يُعدمُوا خيرا من ربّ رحيم، رحمتُهُ سبقت غضبهُ.

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الله خلق يوم خلق السّماوات والأرض مائة رحمة كُلُّ رحمة طباق ما بين السّماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطفُ الوالدةُ على ولدها، والوحشُ والطّيرُ بعضُها على بعض، فإذا كان يومُ القيامة أكملها بهذه الرّحمة"(رواهُ مُسلم).

وقال رسُولُ الله -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: "لو تعلمُون قدر رحمة الله لاتّكلتُم، وما عملتُم من عمل، ولو تعلمُون قدر غضبه، ما نفعكُم شيء"(رواهُ البزّارُ وسندُهُ صحيح).

وقال -صلى اللهُ عليه وسلم-، "الراحمُون يرحمُهُمُ الرحمنُ ارحمُوا أهل الأرض يرحمكُم من في السماء"(رواه أبُو داوُد وغيرُهُ بسند صحيح).

قال عُمرُ بنُ عبد العزيز- رحمهُ اللهُ تعالى-: "اللهُم إن لم أكُن أهلا أن أبلُغ رحمتك؛ فإن رحمتك أهل أن تبلُغني، رحمتُكُ وسعت كُل شيء وأنا شيء، فلتسعني رحمتُك يا أرحم الراحمين. اللهُم إنك خلقت قوما فأطاعُوك فيما أمرتهُم، وعملُوا في الذي خلقتهُم لهُ، فرحمتُك إياهُم كانت قبل طاعتهم لك يا أرحم الراحمين"(حليةُ الأولياء لأبي نُعيم).

وقال النبيُ -صلى اللهُ عليه وسلم-: "من لا يرحم لا يُرحم"(رواهُ البُخاريُ ومُسلم).
خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا

عباد الله: إن الرحمة التي نراها في هذا الكون الواسع هي أثر من رحمة الله على عباده؛ فالرب رحيم بعباده، والعبد الذي دخل في نطاق العبودية وخضع لأقدار الله؛ سواء أكان مسلما أم كافرا؛ فإن رحمة الله تصيبه في الدنيا، وأما الآخرة فهي خالصة للمؤمنين.

عباد الله: إن من عجائب الرحمة أن رحمة الله قد تصيبك من عدو أراد أن يضرك؛ فكان سعيه بالإضرار سببا لأن يرحمك الله، فجعل مكره يحيق به (فَانقَلَبُوا بنعمَة منَ اللَّه وَفَضل لَم يَمسَسهُم سُوء وَاتَّبَعُوا رضوَانَ اللَّه وَاللَّهُ ذُو فَضل عَظيم).

إن من الإيمان برحمة الله أن ترحم الناس وأنت محتاج لرحمة الناس، فإذا كان الله يرحمك وهو غني عنك فكيف لا ترحم عباده وأنت فقير إلى ربك؟!.
عباد الله: لا يستطيع كائنا من كان من إنس أو جان أن يحجب رحمة أو يمنعها عن خلق الله، قال تعالى: (مَا يَفتَح اللَّهُ للنَّاس من رَحمَة فَلَا مُمسكَ لَهَا وَمَا يُمسك فَلَا مُرسلَ لَهُ من بَعده وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ) 

فرحمةُ الله أدركت إبراهيم وهُو في لهيب النّار، ووقى اللهُ بها يُوسُف وهُو في غيابات الجُبّ، ونالتها هاجرُ ووليدُها في واد غير ذي زرع، وحصّلها يُونُسُ في بطن الحُوت، وأنقذ اللهُ بها مُوسى الرّضيع وهُو في اليمّ، من شرّ فرعون، وأنجى اللهُ بها أصحاب الكهف، وأنجى اللهُ بها إسماعيل من الذّبح.

وأدركت مُحمّدا -صلّى اللهُ عليه وسلّم- وصاحبهُ الصّدّيق في الغار، ولو استطردتُ في ضرب الأمثلة لطال المقامُ. الّلهُمّ أنزل علينا رحمة من عندك.

بعض الأدعية التي جاءت في خطبة الجمعة.

الّلهُمّ احم بلادنا وسائر بلاد الإسلام من الفتن، والمحن ما ظهر منها وما بطن.

الّلهُمّ وفّق وليّ أمرنا، لما تُحبُ وترضى، وخُذ بناصيته للبرّ والتّقوى، الّلهُمّ اجعلهُ سلما لأوليائك، حربا على أعدائك.

الّلهُم ارفع راية السُّنّة، وأقمع رأية البدعة، الّلهُمّ احقن دماء أهل الإسلام في كُلّ مكان.

اللهُمّ أصلح لنا ديننا الّذي هُو عصمةُ أمرنا، وأصلح لنا دُنيانا الّتي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا الّتي فيها معادُنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كُلّ خير، واجعل الموت راحة لنا من كُلّ شرّ.

اللّهُمّ إنّا نسألُك من الخير كُلّه عاجله وآجله، ما علمنا منهُ وما لم نعلم، ونعُوذُ بك من الشّرّ كُلّه عاجله وآجله، ما علمنا منهُ وما لم نعلم.

اللّهُمّ إنّا نسألُك ما سألك منهُ عبادُك الصّالحُون، ونستعيذُ بك ممّا استعاذ منهُ عبادُك الصّالحُون.


خطبة الجمعة قصيرة عن الإيمان والطمأنينة

نقدم اليوم خطبة الجمعة قصيرة، تتمحور عن الإيمان والطمأنينة وطرد الشيطان، من أروع وأجمل الخطب مؤثرة، أتمنى أن تنال إعجابكم.
خطبة الجمعة قصيرة

خطبة الجمعة قصيرة

الحمدُ لله الّذي جعل في الرّضا بقضائه، والتّسليم لأمره، سعادة لقُلُوب عباده، ورفعة لمنازل أوليائه، وأشهدُ أن لاّ إله إلاّ اللهُ وحدهُ لا شريك لهُ، لا مُعقّب لحُكمه ولا رادّ لقضائه، وأشهدُ أنّ سيّدنا ونبيّنا مُحمّدا عبدُ الله ورسُولُهُ، خيرُ من آمن بالله وسبّح بحمده، وأقرّ بجلاله ومجده، فشرح اللهُ صدرهُ، ورفع في العالمين ذكرهُ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، وعلى كُلّ من اهتدى بهديه، واستنّ بسُنّته إلى يوم الدّين.

أما بعد، فاتقوا الله -أيها المؤمنون- فإن تقواه طمأنينة ونجاة، واستعينوا به في أموركم كلها، فمن استعان به أعانه وكفاه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).

واعلموا - رحمكم الله - أن سكون القلب وعدم اضطرابه، مطلب شرعي ليصل المؤمن إلى الطمأنينة التي تلازمه في كل حياته، ويكون قلبه عامرا بمحبة الله تعالى وطاعته، وكراهة الذنوب والمعاصي، وليس هناك شيء كالرضا بقضاء الله تعالى، وتفويض الأمور إليه والتسليم لأمره؛ والتوكل عليه؛ يحقق للإنسان الهدوء والسكينة والاستقرار، ويمنحه الانطلاق نحو فعل الخير، يقول الله عز وجل: 
 ُوَ الَّذي أَنزَلَ السَّكينَةَ في قُلُوب المُؤمنينَ ليَزدَادُوا إيمَانا مَّعَ إيمَانهم وَللَّه جُنُودُ السَّمَاوَات وَالأَرض ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَليما حَكيما
آية أنزلها الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين في لحظات الخوف والاضطراب، فاستراحت قلوبهم وسكنت، وزال عنها الخوف فهدأت، بل زاد الإيمان واليقين فيها فانطلقت.

أيها المسلمون:
إنّ الكون وما فيه يسيرُ بتقدير الله سُبحانهُ، وبقضائه وقدره، وهذا الإيمانُ يجعلُ نفس المُؤمن مُطمئنّة فيما يحصُلُ من أحداث خيرا كانت أم شرّا، فيرضى بذلك ولا يسخطُ، لاعتقاده أنّ ما قدّرهُ اللهُ للإنسان من نصيب سوف يأتي صاحبهُ لا يُخطئُ ولا يخيبُ؛ فمن رضي بالله ربّا رضي بقسمته، وهذا هُو أغنى النّاس، يقُولُ الرّسُولُ صلى الله عليه وسلم : ( ارض بما قسم اللهُ لك؛ تكُن أغنى النّاس).

إن الرضا بما قسم الله لا يعني التكاسل والإهمال، وترك الحركة وهجر الأعمال، ذلك فهم سقيم وفكر عقيم، يؤدي إلى وأد النشاط، وإصابة المرء باليأس والإحباط، فليبذل المرء طاقته لتحقيق هدفه المشروع، وحسبه أنه عمل وما قصر، يقول الله تبارك وتعالى:
 وَرَبُّكَ يَخلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَختَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الخيَرَةُ ۚ سُبحَانَ اللَّه وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشركُونَ
وإذا ما أصاب الإنسان هم أو حزن، فعليه أن يبذل جهده في سبيل التغلب على المكروه، فالرضا به عجز ويأس لا يرضى به الدين، أما إذا كان المكروه يفوق طاقة الإنسان، ويتجاوز حدود قدرته فليس حينئذ أفضل من رباطة الجأش والاتزان، وفي كلتا الحالتين لا يستغني المؤمن عن طلب العون من الله تبارك وتعالى، فعندما فقد نبي الله يعقوب ابنه يوسف - عليهما السلام - تذرع بالصبر ولم ييأس واستعان بالله فقال:
وَجَاءُوا عَلَىٰ قَميصه بدَم كَذب ۚ قَالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرا فَصَبر جَميل وَاللَّهُ المُستَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصفُونَ
وقد ربّى النّبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابهُ على ذلك فقال مُعلّما ومُوجّها: (إذا أصبحت وإذا أمسيت فقُل: اللّهُمّ إنّي أعُوذُ بك من الهمّ والحزن، وأعُوذُ بك من العجز والكسل).

أيها المؤمنون:
إن الذي يفوض أمره إلى الله ويرضى بقدره؛ يحقق أصلا من أصول الإيمان ألا وهو الإيمان بالقدر خيره وشره، وقد جاء في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: (واعلم أنّ ما أصابك لم يكُن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكُن ليُصيبك).

إن التسليم لله أفضل من حزن خرج عن حدود الاعتدال، فأوصل صاحبه إلى الاعتراض على قضاء الله وقدره، كما أن التسليم لله علاج نافع يقضي على كل هم ويذيب كل أسى وغم. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المُؤمن إنّ أمرهُ كُلّهُ لهُ خير، وليس ذلك لأحد إلاّ للمُؤمن، إن أصابتهُ سرّاءُ شكر فكان خيرا لهُ، وإن أصابتهُ ضرّاءُ صبر فكان خيرا لهُ ).

وهذا هو حال المؤمن الذي يحب ما أحبه الله له وقضى له به، لأنه يؤمن أن كل ما أراده الله لعبده خير وإن كرهه، يقول تبارك وتعالى: 
 يا أيُّها الّذِين آمنُوا لا يحِلُّ لكُم أن ترِثُوا النِّساء كرها ۖ ولا تعضُلُوهُنّ لِتذهبُوا بِبعضِ ما آتيتُمُوهُنّ إِلّا أن يأتِين بِفاحِشة مُّبيِّنة ۚوعاشِرُوهُنّ بِالمعرُوفِ ۚ فإِن كرِهتُمُوهُنّ فعسىٰ أن تكرهُوا شيئا ويجعل اللّهُ فِيهِ خيرا كثِيرا 
فالعاقل من يطرق الأبواب ويأتي بالأسباب ثم يدع النتائج لله، وهو مؤمن بأن الله بقدرته قد يحول الداء دواء والمحنة منحة، وهذا أعظم ثمرات اليقين، والرضا بما يصنعه رب العالمين.

فاتّقُوا الله - عِباد اللهِ -، وارضوا بِقضائِهِ، وسلِّمُوا أُمُوركُم لإِرادتِهِ، يرفعكُم إِلى أعلى المقاماتِ، ويُنِلكُم أرفع الدّرجاتِ.

إذا رضي المرء بقضاء الله وفوض أمره إلى الله؛ انطلق لفعل الخير متوكلا على ربه معتمدا عليه، موقنا بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه (  قُل هُو الرّحمٰنُ آمنّا بِهِ وعليهِ توكّلنا فستعلمُون من هُو فِي ضلال مُّبِين ).
فما أحوج العبد إلى التوكل وإدراك فحواه، ليعمل على أساسه، متمسكا بمعونته تعالى، ومطمئنا إلى كفالته سبحانه حين قال: (  وفِي السّماءِ رِزقُكُم وما تُوعدُون (22) فوربِّ السّماءِ والأرضِ إِنّهُ لحقّ مِّثل ما أنّكُم تنطِقُون )، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (  لو توكّلتُم على اللهِ حقّ توكُّلِهِ لرزقكُم كما يرزُقُ الطير تغدُو خِماصا وترُوحُ بِطانا ).

فلا يظنن العبد عجزه توكلا ولا توكله عجزا، وقد لقي عمر بن الخطاب ناسا فقال: ( من أنتُم؟ قالُوا: نحنُ المُتوكِّلُون، قال: بل أنتُمُ المُتواكِلُون، إِنّما المُتوكِّلُ الّذِي يُلقِي الحبّة فِي الأرضِ ويتوكّلُ على اللهِ عزّ وجلّ ).

ومن مسالك الشيطان تخويف الإنسان في رزقه وحياته، ومن ضعفه تجاه غيره، ( الشّيطانُ يعِدُكُمُ الفقر ويأمُرُكُم بِالفحشاءِ ۖ واللّهُ يعِدُكُم مّغفِرة مِّنهُ وفضلا ۗ واللّهُ واسِع علِيم ).

فعلى المؤمن أن يجعل في الله ثقته وفي عظمته قوته، فينال ببركة توكله محبة الله، فيورثه جنته ورضوانه، ويا له من جزاء ما أعظمه، (  والّذِين آمنُوا وعمِلُوا الصّالِحاتِ لنُبوِّئنّهُم مِّن الجنّةِ غُرفا تجرِي مِن تحتِها الأنهارُ خالِدِين فِيها ۚ نِعم أجرُ العامِلِين (58) الّذِين صبرُوا وعلىٰ ربِّهِم يتوكّلُون ).

فاتقوا الله - إخوة الإيمان -، وتوكلوا على الله، فإن من توكل عليه هداه، ومن لاذ به حماه، ولنوقن أن كل شيء بقبضة الله، فما شاء أمضاه، وما لم يشأ نفاه (  لهُ مقالِيدُ السّماواتِ والأرضِ يبسُطُ الرِّزق لِمن يشاءُ ويقدِرُ ۚ إِنّهُ بِكُلِّ شيء علِيم  ).

هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين، وقائد الغر المحجلين، فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في محكم كتابه حيث قال عز قائلا عليما: (  إِنّ اللّه وملائِكتهُ يُصلُّون على النّبِيِّ ۚيا أيُّها الّذِين آمنُوا صلُّوا عليهِ وسلِّمُوا تسلِيما )

خطب الجمعة ذات صلة:

  1. خطبة جمعة قصيرة عن الصدقة
  2. اروع خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا
  3. خطبة جمعة قصيرة عن الصلاة
  4. خطبة جمعة قصيرة عن الصبر
  5. خطبة مكتوبة للشيخ كشك

بعض الادعية خطبة الجمعة قصيرة

اللّهُمّ صلِّ وسلِّم على سيِّدِنا مُحمّد وعلى آلِ سيِّدِنا مُحمّد، كما صلّيت وسلّمت على سيِّدِنا إِبراهِيم وعلى آلِ سيِّدِنا إِبراهِيم، وبارِك على سيِّدِنا مُحمّد وعلى آلِ سيِّدِنا مُحمّد، كما باركت على سيِّدِنا إِبراهِيم وعلى آلِ سيِّدِنا إِبراهِيم، فِي العالمِين إِنّك حمِيد مجِيد، وارض اللّهُمّ عن خُلفائِهِ الرّاشِدِين، وعن أزواجِهِ أُمّهاتِ المُؤمِنِين، وعن سائِرِ الصّحابةِ أجمعِين، وعن المُؤمِنِين والمُؤمِناتِ إِلى يومِ الدِّينِ، وعنّا معهُم بِرحمتِك يا أرحم الرّاحِمِين.

اللّهُمّ اجعل جمعنا هذا جمعا مرحُوما، واجعل تفرُّقنا مِن بعدِهِ تفرُّقا معصُوما، ولا تدع فِينا ولا معنا شقِيّا ولا محرُوما.

اللّهُمّ أعِزّ الإِسلام والمُسلِمِين، ووحِّدِ اللّهُمّ صُفُوفهُم، وأجمِع كلِمتهُم على الحقِّ، واكسِر شوكة الظّالِمِين، واكتُبِ السّلام والأمن لِعِبادِك أجمعِين.

اللّهُمّ يا حيُّ يا قيُّومُ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ، لا إِله إِلاّ أنت سُبحانك بِك نستجِيرُ، وبِرحمتِك نستغِيثُ ألاّ تكِلنا إِلى أنفُسِنا طرفة عِين، ولا أدنى مِن ذلِك ولا أكثر، وأصلِح لنا شأننا كُلّهُ يا مُصلِح شأنِ الصّالِحِين.

اللّهُمّ ربّنا احفظ أوطاننا وأعِزّ سُلطاننا وأيِّدهُ بِالحقِّ وأيِّد بِهِ الحقّ يا ربّ العالمِين، اللّهُمّ أسبِغ عليهِ نِعمتك، وأيِّدهُ بِنُورِ حِكمتِك، وسدِّدهُ بِتوفِيقِك، واحفظهُ بِعينِ رِعايتِك.

اللّهُمّ أنزِل علينا مِن بركاتِ السّماء وأخرِج لنا مِن خيراتِ الأرضِ، وبارِك لنا في ثِمارِنا وزُرُوعِنا وكُلِّ أرزاقِنا يا ذا الجلالِ والإِكرامِ.
ربّنا آتِنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخِرةِ حسنة وقِنا عذاب النّارِ.

اللّهُمّ اغفِر لِلمُؤمِنِين والمُؤمِناتِ، المُسلِمِين والمُسلِماتِ، الأحياءِ مِنهُم والأمواتِ، إِنّك سمِيع قرِيب مُجِيبُ الدُّعاءِ.

خطبة مكتوبة للشيخ كشك

معنا اليوم خطبة جمعة قصيرة مكتوبة  لفضيلة الشيخ عبد الحميد الكشك رحمه الله, عن الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله, من اروع الخطب التي القاها الشيخ رحمه الله, اتمنى تنأل إعجابكم.
خطبة مكتوبة للشيخ كشك

خطبة مكتوبة للشيخ كشك

الحمد لله رب العالمين, يأرب, رضينا بقضائك حتى لا نحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت, لا مانع لما أعطيت ولا راد لما قضيت وأشهد أن لا إله إلا الله, يقول في الحديث القدسي الجليل ( يا ابن آدم كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم, يا ابن آدم كلكم فقير إلا من أغنيت فاسألوني أعطكم, يا ابن آدم كلكم ضال إلا من هديت فاسألوني الهدى أهدكم, ومن استغفرني وهو يعلم أنني ذو قوة على أن أغفر له غفرت له ما كان منه ولا أبالي).
تذكر جميلي منذ خلقتك نطفة ولا تنس تصويري ولطفي في الحشا وسلم إلى الأمر وأعلم بأنني أدبر أحكامي وأفعل ما أشاء وأشهد أن سيدنا ونبينا وعظيمنا وحبيبنا محمد رسول الله, هو إمام التائبين وسيد المستغفرين يقول حبيب الله:
( يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنني أتوب إلى الله واستغفره كل يوم مائة مرة )
سيدي أبا القاسم يا رسول الله:
علمتنا سر الحياة وقدتنا    إلى الخير والتوفيق والبركات
جنبتنا الزلل الكبير وصنتنا  من شهوة تطفي ومن نزوات
صلى الله عليك, يا علم الهدى.
ما هبت النسائم وما     ناحت على الأيك الحمائم

عندما التقينا بجامعة العقائد الإسلامية, وفي قسم الإيمان يقدر الدرس الخامس عشر رأيت الحبيب محمداً-صلوات ربي وسلامه عليه- في إدارة الطب النفساني الإسلامي, سألته عن الداء؟ وسألته عن الدواء..

قال لنا الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه قال:

ألا أدلكم على دائكم ودوائكم, استمعوا إلى البيان النبوي الشريف... استمعوا إلى جوامع الكلم... استمعوا في جلال وخشوع إلى صوت النبوة....( ألا أدلكم على داءكم ودواءكم, إن داءكم الذنوب, إن دواءكم الاستغفار )

معاشر السادة الأعزاء:
إننا في هذا الدرس نطوف حول هذا الداء وحول ذلك الدواء, فقد أخبر الطبيب الأكبر والمعلم الأول والأستاذ الأكرد, والنبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم قال:
( إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد قلنا فهل لذلك من جلاء؟ قال: نعم, ذكر الله وتلاوة القرآن )
ابن آدم.
يا خادم الجسم كما تشقى لخدمته         أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها    فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
وامدد يديك بحبل الله معتصماً           فأنه الركن إن خانتك أركان
من أنت يا ابن آدم؟ من أنت؟
حتى تشقى نفسك وراء مادتك, أنت الذي نزلت من مجرى البول مرتين, من أنت؟ إذا نسيت الله فأنت حفنة من التراب تداس بالأقدام, من أنت يا ابن آدم؟ والقبر يناديك كل يوم بلسان حاله أنا بيت الغربة, أنا بيت الوحشة, أنا بيت الدود, أنا بيت التراب, يا ابن آدم, لا تتكبر على ظهري لأنني غداً سأضمك في بطني.

يا مدعي الكبر إعجاباً بصورته              انظر خلالك إن السنن تثريب
لو فكر الناس في ما في بطونهم            ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
ياابن التراب.

تعالوا يا سادة أعزاء:
لندخل معامل التحاليل الآدمية لنحلل ابن آدم, يتكون هذا الجسم من عناصر الأرض:

(هُوَ الَّذي خَلَقَكُم مّن طين ) سورة الأنعام: الآية 2
(وَمن آيَاته أَن خَلَقَكُم مّن تُرَاب ). سورة الروم: الآية 20

يتكون هذا الجسم من العناصر الآتية, الكربون, الدهن, وأملاح الماغنسيوم والفسفور, والكبريت, والجير, والحديد, والماء.

فكم يساوي هذا الجسم.؟
يقول علماء الكيمياء لو جئنا بإنسان وزنه 140 رطلاً لوجدناه يحتوي على هذا الأشياء الآتية:

فيه من الكربون مايكفي لصناعة 10 أقلام من الرصاص, وفيه من الدهن ما يكفي لنصاعة 7 قطع من الصابون, وفيه من الفسفور مايكفي لصناعة 120 رأس عود ثقاب, وفيه من أملاح الماغتسيوم ما يكفي لتناول جرعه مسهلة, وفي من الكبريت ما يكفي لتطير جلد قط من البراغيث, وفيه من الجير ما يكفي لتبيض عشة دجاج, وفيه من الحديد ما يكفي لصناعة مسمار متوسط الحجم, وفيه من الماء ما يكفي برميل وزنه عشرة جالونات.

إذا سعرت هذه البضاعة كلها فإنها لا تساوي أكثر من خمسه وستين قرشاً, هذا هو ابن آدم وإذا عرضتها في السوق السوداء فأنها لا تزيد عن جنية واحد, هذا هو ابن آدم,  هذا هو جسد ابن آدم ولذلك فأن الله جل جلاله لما قال للملائمة:



(إنّي خَالق بَشَرا مّن طين )   سورة ص: الآية 71

لم يقل لهم فإذا سويته فقعوا له ساجدين لأن الطين لا يساوي شيئاً ولا يساوي سجود الملائكة, إنما قال لهم:

(فَإذَا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيه من رُّوحي فَقَعُوا لَهُ سَاجدينَ )    سورة ص:  الآية 72

يا أيها المسلمون الأعزاء, تعالوا لنصرف الدواء من صيدلية الرسول محمد.... يقول الحبيب المصطفى:
( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق فرجاً, ورزق من حيث لا يحتسب ).
يقول سيد المرسلين وإمام الغر المحجلين: ( طوبى طوبى لمن وحد في صحيفته من الاستغفار ).
وها هو ذا أمير المؤمنين عمر: فاروق هذه الأمة: يرى رجلا يحمل بيده زجاجة خمر فيكسرها عمر ويقول له: لئن عدن إلى مثلها فلأنزلن بك العقوبة وتمر الأيام, وإذا بنفس الرجل يعود إلى العمل الأول, ويشتري زجاجة خمر فبينما هو يسير, إذ وجد أمير المؤمنين مقابله على مرمى البصر, إرتجفت يداه, إن عيني أمير المؤمنين قد وقعتا عليه فقال: يارب لإن تجيني من الخزي أمام أمير المؤمنين فهذا عهد على أن لا أكود لما يغضبك أبداً, واقترب أمير المؤمنين منه ومد يده وقال: ماهذه الزجاجة.؟ وأخذها ليفتها فوجد بها خلاً لا خمراً, الله حول الخمر إلى خل لما علم من عبده حسن صدق النية.
هو الستار الحليم, هو العفو الكريم, هو كاشف الضر عن البائسين, هو قابل التوبة عن التائبين, هو عالم الأسرار علم اليقين.
استمع إلى قول الحبيب المصطفى وهو يقول:
 ( من أحب أن تسره صحيفته يوم القيامة فليكثر من الاستغفار ).
وها هو ذا كليم الله موسى يقول لرب العزة: يارب, ماذا تقول للعبد إذا قال يارب وهو راكع؟ قال الله: يا موسى لبيك يا عبدي قال: فإذا قال يارب وهو ساجد؟ قال: أقول له لبيك ياعبدي قال: وإذا قال يارب وهو عاص؟ قال: أقول له لبيك, لبيك, لبيك عبدي أطعتنا فقربناك وعصيتنا فأمهلناك ولو عدت إلينا بعد ذلك قبلناك, وإذا رجع البعد العاص إلى الله سطع نور بين السماء والأرض ونادى مناد من قبل الله وقال: أيتها الخلائق هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله.
دنياك ساعات سراع الزوال       وإنما العقبى خلود المآل 
فعل تبيع الخلد يا غافلاً             وتشتري دنيا المنى والضلال
تزود من حياتك للمعاد            وقسم الله واجمع خير زاد
ولا تركن إلى الدنيا كثيراً          فأن المال يجمع للنفاد
أترض أن تكون رفيق قوم         لهم زاد وأنت بغير زاد؟
استمع إلى قول السيد الجليل محمد وهو يقول: ( إن الله يقرب العبد المؤمن إلى يوم القيامة حتى إذا أسدل عليه ستره وكنفه قال له: عبدي أتذكر ذنب كذا وكذا؟ فيقول: نعم يا رب, فيقول: سترت عليك هذه الذنوب في الدنيا وأنا اليوم أسترها عليك).

تاب في الدنيا ولكن التوبة لا تعفو من السؤال, والتوبة لا تعفي صاحبها من السؤال أمام الله"


(فَوَرَبّكَ لَنَسأَلَنَّهُم أَجمَعينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعمَلُونَ ) سورة الحجر: الآية 92

لكم العبد عندما يسأل يسأل سراً بينه وبين ربه, وذكره بذنبه حتى لا يقول العبد: نسى الله أن يسألني عن الذنب

(قَالَ علمُهَا عندَ رَبّي في كتَاب لَّا يَضلُّ رَبّي وَلَا يَنسَى ) سورة طه: الآية 82
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسيّا ) سورة مريم: الآية 64

أتذكر ذنب كذا وكذا. نعم يارب: سترت عليك هذه الذنوب في الدنيا وأنا اليوم استرها عليك.

معاشر الإخوة الأعزاء...

إن داءنا الذنوب, وإن دواءنا الإستغفار, هنا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيها الحبيب المصطفى: ( البر لا يبلى والذنب لا ينسى والدبان لا يموت اعمل ما شئت كما تدين تدان ).

ويقول أيضاً: (كُلُّ بَني آدَمَ خَطَّاء وَخَيرُ الخَطَّائينَ التَّوَّابُونَ ).

متى يهدم اليهود المسجد الأقصى.؟

الحمدلله والصلاة والسلام على ما لا نبي بعده

معنا خبر نشرته صحيفة عبرية عن ماذا سيحدث لـ البيت المقدس, يمكنك أخي متابعة التفاصيل عبر الفيديو, وتم تفريع الفيديو إلى نص للأشخاص الذين لا يوجد انترنت سريع معهم.

متى يهدم اليهود المسجد الأقصى.؟

نشرت الصحيفة العبرية يورو شيرين يوم الجمعة الماضي تصريح عن قائد لواء القدس في الجبهة الداخلية الإسرائيلية يقول فيه أن انهيار المصلى المرواني بات مسألة وقت والسؤال الوحيد الذي يجب أن تسألوني آية متى سيحدث ذلك, كما تعودنا بسنوات الأخيرة دولة الاحتلال الصهيوني لن تقف جهودها لطمس الهوية الإسلامية عن مدينة القدس وعن المسجد الأقصى بتحديد, حتى تبني هيكلها المزعوم.
المسجد الاقصى
 وترويج أخبار مثل خبر انهيار المصلى المرواني هو خطوة على طريق هدم المسجد الأقصى الذي يتعرض للحفريات المستمرة تحت الأرض كل هذا يجري أمام أعين الجميع ودون ردود فعل حقيقية ويبقى السؤال هل سننتظر هدم المسجد الأقصى حتى ندعم صموده أم ستبقى الغفلة سيدة الموقف.

تخيل لو نشرت الإخبار بأن بيتك سوف يهدم, كيف سيكون شعورك وكيف هو قلقك وإطرابك, هل ستتحسر على المجلس الذي كنت تجلس فيه في منزلك المهدوم, أما يتحرك قلبك لمكان جلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم, وأجتمع فيه أنبياء الله جميعا.

أضاف الشيخ نبيل العوضي بعض الكلمات حول الخبر
من أفضل الناس في آخر الزمان من يرابط عند المسجد الأقصى لحماية بيت الله جز وجل والدودي عن ذلك البناء وعن ذلك المكان وعن ذلك الصرح الذي وضعه الله عز وجل من المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها, والله لو بيوتنا تهدم والله لو دماءنا تسيل في سبيل الحفاظ على هذا المسجد لكان الأمر رخيصاً.

 لو أنفقنا كل أموالنا لو ذهبت كل أعمارنا لو ذهبت موهجنا في سبيل الدود عن هذا المسجد لكان الأمر رخيصاً, بقعه تكون فيها الملاحم آخر الزمان, أرض بارك الله فيها وبارك الله حولها وجاء بالأنبياء إليها وتحفوه الملائكة إلى آخر الزمان أرض مباركة سينطق فيها الحجر ويتكلم فيها الشجر نصره لعباد الله المؤمنين أي أرض هاذي إنه بيت المقدس إنها الأرض المباركة.

أيها المسلمون إثارو لمسجدكم اهتموا لهذا القبلة الأولى لتشدوا رحال قلوبنا قبل أن تشدوا رحال أجسدينا إلى ذلك المسجد المبارك. 

هل تريد السعادة.؟

معنا اليوم درس,  مقطع مميز وقصير ومؤثر للذين يبحثون عن اسباب السعادة في الدنيا والآخرة, لفضيلة الشيخ نبيل العوضي.
السعادة الحقيقة

هل تريد السعادة الشيخ نبيل العوضي

أتعرف أيها الأخ الكريم! من السعيد في هذه الدنيا؟
إنه الذي يقوم لصلاة الفجر والناس نيام، إنه ذلك الذي أمضى حياته بين القرآن والمسجد والذكر والمباح
وطاعة الله جلّ وعلا، إنه الذي إن نام الناس في الليل قام، لعلك تسأل سؤالا:ً ما بالهم إذا نام الناس
قاموا؟! وإذا ضحك الناس بكوا؟! وإذا لعب الناس توقفوا؟!

ما بالهم لا ينامون كما ينام الناس؟
ما بالهم لا يلبسون كما يلبس الناس؟
ما الذي جرى؟ أتعرف ما السبب؟

{الّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ} [الرعد: ]28إنهم وجدوا اطمئنان القلب أين؟ {وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ
اللّهِ أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ} [الرعد:.]28

عبد الله! ألا تريد معرفة اسباب السعادة! ألا تريد الراحة في الدنيا! لعلك بحثت عنها فلم تجدها، إنك لن تجدها في
الملايين، ولن تحصل عليها في القصور أو في السيارات الفاخرة، ولا عند النساء، ولا بالأرصدة، ولا في بلاد
الإباحية والخنا والفجور، لن تجدها إلا بين دفتي المصحف، لن تحصل عليها إلا في آخر الليل في السحر،

 إذا قمت وصليت بها ركعتين، لن تراها إلا وأنت تطوف حول البيت، وأنت تقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا
شريك لك لبيك! سل الصالحين وقل لهم: ما أسعد لحظة مرت عليكم في الحياة؟

بعضهم سوف يُجيبك فيقول: إنه قيام الليل في ليالي رمضان، وبعضهم يقول لك: وأنا أفطر بتلك الرطب
وتلك التمرات في بيت الله الحرام في شهر رمضان، أسمع الأذان يقول: الله أكبر! وأنا آكل تلك الرطب،
وبعضهم يقول: إنها لحظات الجهاد في سبيل الله، انتظر الموت

ولا أجده، رأيت صاحبي فارق الدنيا، وزملائي استشهدوا، وأنا أبحث عن الموت فلا أجده، إنها أسعد لحظات
حياتي.

وبعضهم يقول لك: إنها لحظة بكاء، دمعت فيها عيني في بيتٍ من بيوت الله، ليس فيه أحد وأنا أقرأ كلام الله.

ما يشاهدة الآخرين الان:

  1. هل وجدتم السعادة.؟
  2. اسباب السعادة

هل وجدتم السعادة الحقيقة.؟

معنا اليوم ايها الاحبة مقطع قصيرة عن اسباب السعادة لفضيلة الشيخ نبيل العوضي, وما اروعها من كلامات مؤثرة, اتركم مع المقطع.
السعادة الحقيقية

أيها الأخ الكريم! لو سألت الناس جميعاً ماذا تطلبون من الدنيا؟
وماذا تريدون؟

وما هي أغلى أمنية عندك في هذه الدنيا؟

أغلب الناس وكل واحدٍ منهم سوف يقول: أريد أن أعيش سعيداً مرتاحاً مطمئنا،ً أبحث عن
شيء يُسمّى السعادة والراحة، كلّ الناس يلهث ويتعب وراءها، وينصب من أجلها، من أجل أن
يعيش سعيداً في هذه الحياة الدنيا.

انظر إلى من يجمع الأموال: الملايين العمارات العقارات والأرصدة، لا يعدها ولا يستطيع
حسابها، هل حصل على السعادة؟!

سله! واجلس معه اجلس مع أولئك الذين يتمتعون بالغناء والطرب منذ الصباح إلى المساء
ليلهم طرب نهارهم طرب أغاني وموسيقى ومعازف،

 سلهم! هل حصلتم على السعادة الحقيقة؟! كيف سوف يجيبونك؟

سل أولئك الذين يبحثون ويطلبون الشهرة والسمعة بين الناس، يتمنى يوماً من الأيام أن
يظهر على صفحات الجرائد فيقال: النجم، أو المطرب، أو الممثل فلان الفلاني، هذه غايته
وأمنيته، وبعد أن يحصل عليها سله! هل وجدت السعادة؟!
هل وجدت راحة البال؟!

كلا وربي! إن اسباب السعادة لا توجد إلا في شيء واحد وهو طاعة الله جلّ وعلا {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ
ذِكْرِي فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكا} [طه: ]124ويقول ربنا: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الملك: ]14يقول الله: كل من أعرض عن ذكري وعن طاعتي عن القرآن عن المساجد،

مقال `ذات صله : البحث عن السعادة

التعامل مع الناس | اداب التعامل مع الاخرين

التعامل مع الناس


التعامل مع الناس
إن الله تعالى خلق الإنسان مدنياً بالطبع، يُوْثِر الاجتماع على العزلة، فتراه يمر في مراحل حياته بين أبوين وإخوان، وأقاربَ وجيران، ومعارفَ وخِلان، وزوجٍ وولدان، وكل هذا يلزم بها أن يتقن فقه التعامل مع الناس.
وإليك أمثلةً ليست من نسج الخيال، وإنما هي من واقع الحال:

فهذا قد شاكس أباه على منعه حقاً له، لا يساوي معشار كد والده عليه. وهذا قد قطع أخاه، لأجل اختلاف في قسمة ميراث. وهذا قد فارق زوجه، إثر سوء تفاهم بينهما يَرِد مثله في الحياة الزوجية كثيراً. وهذا قد ترك حلقته التي يتعلم فيها القرآن يحتاج الناس تعلم آداب الإسلام من القرآن الكريم ، لأن أستاذه فيها قسا عليه مرة. وهذا قد سخط على فلان من جماعة مسجدهم لأنه بزعمه قد ابتلاهم بفتح أجهزة التكييف في المسجد. وهذا قد هجر جاره، لأن ولد جاره خاصم ابنه مرة, أمثلة كثيرة, وهذا بعض الإشارات في نقاط، في فقه التعامل مع الناس.

محتويات :

  • كيفية التعامل مع الناس والتأثير فيهم
  • كيف اتعامل مع الناس بثقة
  • كيفية التعامل مع الناس حسب شخصياتهم
  • كيفية التعامل مع الاخرين في الحياه
  • التعامل مع الاخرين في الاسلام
  • كيف تعامل الناس الذين يكرهونك
  • اداب التعامل مع الاخرين
  • كيفية التعامل مع الاخرين في علم النفس
وهذا من مسلَّمات الدين، ولأجله بُعث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، إذ يقول: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". رواه الإمام أحمد. والآيات والأحاديث التي تحث على التحلي بمكارم الأخلاق، وتنهى عن سفسافها وافرة معلومة. وهي من أعظم ما يجلب الودَّ ويُحِلُّ الوفاق، وينفي الفُرقة ويزيل الشقاق. وإنك لترى الرجلَ الذي يُذكر يغلظ الطباع، وفظاظة الأخلاق، ما إن تتطلقْ في وجهه، وتَهَشَّ له بكلام لين، إلا وتجد أثر ذلك فيه.
التعامل مع الناس
فإن الله سبحانه كما قسم الأرزاق قسم الأخلاق، فمن الناس من هو حُرُّ الخلال، أَرْيَحِيُّ الطباع، يترقرق في وجهه ماء البِشْر. ومنهم من هو فظ الأخلاق، صعب المراس، كأنما قُدَّ من صخر. ومنهم من هو مبتغٍ بين ذلك سبيلاً. وقد أبان الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: "إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزْن وبين ذلك" أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.
الناس كالأرض، ومنها هُمُ فمن خشن الطبع، ومن ليِّنِ
فجنْدَلٌ تدْمى به أرجلٌ وإثْمِدٌ يوضع في الأعينِ
وبهذا يعلم أن فن التعامل مع الاخرين ينبغي ألا تكون على وتيرة واحدة، بل يعامَل كلٌ منهم حسب طبعه. وقد حفظت لنا عائشة رضي الله عنها موقفاً من المواقف النبوية التي تدل على حِذْقه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس، تقول عائشة: "إن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة، فلما جلس تطلَّق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه. فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله! حين رأيتَ الرجلَ قلتَ له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه، وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة! متى عهدتِّني فحَّاشاً؟ إن شرَّ الناس عند الله منـزلةً يوم القيامة من تركه الناس اتقاءَ فحشِه" أخرجه البخاري ومسلم,

وبهذا يُعلم أن سبب كثير من الشقاق وسوء الوفاق بين ابن وأبيه، أو زوج وامرأته، أو إمام وبعض جماعة مسجده أو نحو ذلك، إنما هو بسبب الجهل بالطبائع ونوع الأنفس.
فالناس فيهم العالم والجاهل، والملك والسُّوقَة، والسائد والمسود، والغني والفقير، والكبير والصغير، والعاقل والمجنون، وغيرهم، فيعامل كلٌ حسب منـزلته لا وكس ولا شطط, فلا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الآخرين باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال، وتنشرح له صدورهم, قال صلى الله عليه وسلم: "أراني في المنام أتسوَّك بسواك، فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواكَ الأصغرَ، فقيل لي: كبِّر فدفعته إلى الأكبر منهما" أخرجه مسلم.

 وقال صلى الله عليه وسلم : "إن من إجلال الله تعالى إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط" أخرجه أبو داود

. وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا " أخرجه أبو داود والترمذي. بل انظر إلى مَلَكَة الحكمة التي أوتيها الرسول صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتحاً فجاء أبو سفيان فأسلم، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم تثبيت إسلامه، فقال: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن". رواه مسلم. فأبو سفيان من سادات قريش ومثله يحب الفخر، فأشبع الرسول صلى الله عليه وسلم مشاعره بهذه الجملة, تعرف على بعض قصائد في حب الرسول صلى الله عليه وسلم

 وهكذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع أولئك الرجال السادة في أقوامهم الذين كانوا حدثاء عهد بكفر، فكان يعطيهم ما لا يعطي غيرهم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه الذي أرسله إلى هرقل: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمدٍ، عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم" أخرجه البخاري ومسلم. فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: "عظيم الروم". إلى غير ذلك من الأحاديث الوافرة في هذا الجانب، التي تحتِّم أن يُعطَى كلُّ ذي منـزلةٍ حقَّه اللائق بحاله،

 فللأمير حق، وللعالم حق، وللوجيه حق، وللوالد حق، وللولد حق، وللزوج حق، وللزوجة حق، وللكبير حق، وللصغير حق، وللتلميذ حق، ولإمام المسجد حق، ولناقص العقل حق، وكلّ له حق بحسبه، فلإنزال الناس منازلهم سبب متين لتقوية آصرة الألفة والمودة، ونبذ الشقاق وسوء الأخلاق.
التعامل مع الناس
فلا يُشتغل بتفسير المقاصد، فمن الناس من تجده شكّاكاً في الناس، مرتاباً في تعاملهم معه، تتجاذبه فيهم الظنون، وتتوارد عليه الرِّيب، فلسان حاله: فلان قد رابني أمره، ولست على يقين من فلان، وإني لفي مرية من فلان.
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدَّق ما يعتادُه من توهُّموعادى محبيه بقول عُداته وأصبح في ليل من الشك مظلم
فلا يزال هذا المسكين يعاني في هذا الأمر صعَداً، ويقاسي منه نَصَباً، حتى يخلد إلى الانزواء، فيتفرق شمله، وينتثر نظمه. وإن في هذا الفعل مُجافاةً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم) ( الحجرات: 12 ). وقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" أخرجه البخاري ومسلم, وقد ورد في السنة ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع الناس حسب ظواهرهم، دون إيغال في النيات، أو تحسس في المقاصد.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم: اتق الله لماّ قسم الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الذُّهَيْبة التي بعث بها علي بن أبي طالب رضي الله عنه من اليمن على المؤلفة قلوبهم فقال خالد: وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لم أُومَر أن أنقِّب عن قلوب الناس، ولا أشقَّ بطونهم" أخرجه البخاري ومسلم.

ولم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين بحكم الكفار المظهرين للكفر، لا في مناكحتهم ولا موارثتهم ولا نحو ذلك، بل لما مات عبد الله بن أبي بن سلول وهو من أشهر الناس بالنفاق ورثه ابنه عبد الله، وهو من خيار المؤمنين، وكذلك سائر من كان يموت منهم يرثه ورثته المؤمنون, أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إن أناساً كانوا يُؤخذون بالوحي في عهد رسول الله  صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع،

 وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمنَّاه وقرَّبناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنْه ولم نصدقْه وإن قال إن سريرته حسنة". فكل هذه الأدلة تبين بجلاء أنه يتحتم على المسلم أن يعامل أخاه بما يظهر منه ويكل سريرته إلى الله، وبذلك تقوى صِلاته، وتطمئن نفسه، وتنجلي عنه مزعجات التفكير، ودوّامات القلق.

استحضار أن الخطأ من طبيعة الإنسان، وأنه لم يسلم منه إلا من عصمه الله من أنبيائه ورسله، وقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: "كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوابون" أخرجه الترمذي وابن ماجة, فمن الخطأ أن يتصور امرؤٌ مثاليةً في شخص، سواء كان امرأة سينكحها، أو عالماً سيتتلمذ عليه، أو رجلاً سيخالطه ويعاشره، أو غير ذلك، ثم يحاسبه بناء على ذلك، وربما انتبذ عنه مكاناً قصياً، بل عليه أن يعامله معاملةً واقعيةً، نابعةً عن معرفة بطبيعة البشر التي يعتريها الجهل والخطأ والنسيان.

وتأمل في جواب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لما قال له راويته مهنَّا: كان غُنْدَر يغلظ؟ قال: "أليس هو من الناس؟!". وأمعِن النظر في قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يقول: "وليس من شرط أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين في بعض الأشياء خطأ مغفوراً لهم، بل ولا من شرطهم ترك الصغائر مطلقاً، بل ولا من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه التوبة".
التعامل مع الناس
فبما أن الإنسان لا يزال في حيِّز البشرية، يَرِدُ عليه الخطأ في تعامله مع الناس، فإن كفارة ذلك الذنب هو اعتذار ممن أخطأ معه. ويتأكد في حق من اعتذر منه أن يقبل عذره، ويكل سريرته إلى الله، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لما جاءه المخلَّفون عام تبوك، وطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له، قَبِلَ علانيتهم ووكل سرائرهم إلى الله، وهو مع ذلك لا يصدِّق أحداً منهم، بدليل أنه لما جاءه كعب بن مالك، وأخبره بحقيقة أمره، قال: "أما هذا فقد صدق" كما عند البخاري ومسلم. قال الإمام ابن القيم: "من أساء إليك ثم جاء يعتذر من إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته، حقاً كانت أو باطلاً، وتكل سريرته إلى الله". 
قال الإمام الشافعي :
اقبلْ معاذير من يأتيك معتذراً إن برَّ عندك فيما قال أو فجرا

فقد أطاعك من يرضيك ظاهره وقد أجلَّك من يعصيك مستترا
ومما يقوِّي المسلمَ في قبول عذر أخيه إذا اعتذر إليه، استشعارُه أنه ربما احتاج لمثل هذا الموقف الذي وقفه أخوه أمامه، فهل يسرُّه حينَها أن يُرَدَّ خاسئاً وهو حسير؟ فكما تدين تدان, فما أجمل ذلك الأب الذي لما أتاه ابنه يلقي معاذيره، قبل عذره، وبرأه من الملام. وأكرِم بذاك الزوج الذي إذا اعتذرت إليه زوجه من التقصير، نفض عنها غبار اللوم، ووجد لها في ذلك عذراً بيناً. ولله درّ ذاك الصديق الذي لما أتاه صاحبه معتذراً إليه من هفوة فرطت، أو سقطة بدت هوَّن عليه، وقال: لا درَك عليك في ذلك ولا لَحق.
امتثالاً لقول الله تعالى: (وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم) ( فصلت: 34 ). قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي: "أي، فإذا أساء إليك مسيء من الخَلْق، خصوصاً من له حق كبير عليك، كالأقارب والأصحاب ونحوهم، إساءة بالقول أو الفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فصِلْهُ، وإن ظلمك فاعفُ عنه، وعامله بالقول اللين، وإن هجرك وترك خطابك، فطيِّب له الكلام، وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة". انتهى .. نعم! فإن هذه لخلة شديدة على النفس، لا يسْتطيعها إلا رجلٌ موفقٌ، قد تَسَنَّمَ ذِرْوَةَ المجد، وأمَّ معالي الأمور، فكرمت خليقته، ونبُلت نفسه، وجزُلت مروءته، فهمَّته قصيَّة المرمى، رفيعة المناط، قد تخطى هذه الأقذاء، وجاوز هاتيك الحفر، فلم تلن قناته لغامز.

عن أنس رضي الله عنه قال: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداءٌ نجرانيٌ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذةً شديدةً، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد! مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء" أخرجه البخاري ومسلم.

سبحان الله! ما أعظم أخلاق هذا الرسول صلى الله عليه وسلم التي تملأ الصدور عظمة وإجلالاً، كيف قابل نزَقَ هذا الأعرابي وطيشَه، بهذه الأريحية، وهذا الندى؟! إنها رفعةٌ لا تُسامى، وعظمةٌ لا تُغالب, وعلى هذا النهج النبوي سار شرفاء الناس وعظماؤهم .

كان هذا ما قاله الشيخ عن كيف التعامل مع الناس,  جزى الله خيراً من قرأها وساعد في نشرها عبر التواصل الإجتماعي,

مصدر الصورة